منتج ومخرج وكاتب سيناريو أميركي، اشتهر بابتكار شخصيات الرسوم المتحركة للأطفال التي ذاع صيتها في العالم، ورسمت ابتسامات الصغار والكبار، اشتهر بمقولته “الأحلام يمكن أن تتحقق إذا كنت تملك الشجاعة للسعي لتحقيقها”.
المولد والنشأة
ولد والتر إلياس ديزني المعروف باسم “والت ديزني” يوم 5 ديسمبر/كانون الأول عام 1901، في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية، لعائلة ينحدر أبوها من أصول إيرلندية وأمها من أصل ألماني.
انتقل في سن الخامسة من عمره مع أسرته إلى مدينة مارسلين بولاية ميسوري، حيث ولع بالرسم، قبل أن تنتقل عائلته بسبب ظروف قاسية إلى مدينة كنساس، ثم تعود في الأخير إلى مدينة شيكاغو. تزوج ورزق بطفلة وتبنى أخرى.
الدراسة والتكوين
بدأ والت ديزني حياته الدراسية في مدرسة “بنتون غرامار” بمدينة كنساس عام 1910، وعمل خلال تلك الفترة مع أخيه روي في بيع الصحف لمساعدة أبيهم، ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة “ماكينلي” في مدينة شيكاغو، والتحق بجامعة “ويليام سكول”، كما حضر بعض الفصول الليلية بمعهد الفنون في نفس المدينة.
التوجه الفكري
ركز ديزني في أفلامه على الدفاع عن أسلوب الحياة الأميركي، واتهِم أحيانا بـ”معاداة السامية”، بسبب ما قيل عن إظهاره الشخصية اليهودية باعتبارها “نمطية وحاقدة”، وذلك في بعض أفلامه القصيرة عام 1930، وخصوصا فيلم “الخنازير الثلاثة” عام 1933.
وفي المقابل لم يخف عداءه الشديد للشيوعية بسبب الإضراب الذي واجهته شركته عام 1941 وعزاه هو إلى مناورات الحزب الشيوعي الأميركي للسيطرة على مجال صناعة السينما.
دعم ديزني عام 1950 الحزب الجمهوري ماليا، وأقر انتماءه خلال فترة شبابه إلى منظمة ماسونية أكد في شهادة خاصة له أنها لعبت دورا كبيرا في تشكيل شخصيته وتكوينه.
التجربة المهنية
عمل ديزني خلال فترة دراسته رساما للكاريكاتور في صحيفة المعهد، حيث ركز على موضوع الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وفي عام 1918 قام بتزوير شهادة ميلاده والتحق بهيئة الإسعاف التابعة للصليب الأحمر للعمل فيها إبان نهاية الحرب العالمية الأولى في أوروبا، ثم طلب إعفاءه من الخدمة عام 1919 وعاد إلى بلده الولايات المتحدة.
اشتغل عام 1919 في مجال الإعلانات بأحد استوديوهات مدينة كنساس حيث تعرف حينها على الرسام أب أيوركس، وأنشأ الاثنان شركة خاصة لكن مشروعهما فشل، ثم أسس عام 1922 شركة خاصة للأفلام، متخصصة في صناعة أفلام الرسوم المتحركة القصيرة الموجهة للأطفال مثل “سندريلا” و”القط ذو الحذاء”، لكنها فشلت بدورها في تحقيق أرباح.
وانتقل في عام 1923 إلى هوليود وأعاد تجربة حظه مع الرسوم المتحركة، فأرسل فيلم “أليس في بلاد العجائب” إلى موزعة من نيويورك أبدت إعجابها الشديد بالفيلم، وقابلت ديزني من أجل إنتاج المزيد من تلك الأفلام.
ابتكر ديزني عدة شخصيات في الرسوم المتحركة أبرزها “دونالد دوك” و”غوفي”، وخصوصا شخصية “ميكي ماوس” التي ظهرت لأول مرة في 15 مايو/أيار عام 1928 في فيلم صامت بعنوان “الطائرة المجنونة”، وتحول لاحقا إلى إنتاج أفلام ناطقة.
وأدى شخصية “ميكي ماوس” بصوته حتى عام 1947، حيث حققت تلك الشخصية نجاحا كبيرا مما جعل هيئة “عصبة الأمم” تمنحه عام 1935 ميدالية ذهبية، كما منحته لقبا دوليا باعتباره “سفيرا للنيات الحسنة”.
وفي 1938 أنتج ديزني فيلم “بياض الثلج والأقزام السبعة” الذي يعد أول فيلم رسوم متحركة طويل بالإنجليزية، وأول فيلم استخدم تقنية التصوير بالألوان، وقد حقق نجاحا ومداخيل كبيرة.
أصبحت شركة “والت ديزني” -التي أسسها مع أخيه روي أوليفر ديزني- الأكثر شهرة في مجال الرسوم المتحركة وصناعة الترفيه في العالم، إضافة إلى أنها تدير عدة مدن ترفيهية، ومجموعة من الفنادق، واستوديوهات وقنوات تلفزية.
الجوائز والأوسمة
نال والت ديزني 26 جائزة أوسكار من أصل 59 ترشح لها خلال حياته المهنية، وتوج أيضا بأربع جوائز فخرية أخرى، إضافة إلى حصوله على سبع جوائز “إيمي”.
الوفاة
توفي والتر ديزني يوم 15 ديسمبر/كانون الأول عام 1966 جراء معاناة مع سرطان الرئة، في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا.
المصدر: الجزيرة للمعلومات